حينما يُصبح قلبك مصدر أفعالك..🌱💕

Sep 27, 2022

 

في يومٍ ما.. قد تستيقظ وتُدرِك هذه الحقيقة: "أنك لم تحيا الحياة"!

وصعوبة هذا الإدراك يزيد مع عُمرك، مع عدد السنوات التي قضيتها في سجنك.. 

وجمال هذا الإدراك يبدأ حينما تتنفس.. ربما لأول مرة. 

بدون الأثقال على صدرك، بدون السلاسل على روحك، بدون الضباب على عيناك!

حينما تُدرك.. حقيقتك، من كُل أقنعتك!

وحينما تلمس عُمق، وتتجاوز سطحك!

وحينما تتصل بقلبك، وتتجاوز قيود عقلك!

 

حينما تتحرر ليس من الضغوط المجتمعية أو العائلية أو الضغوط المالية أو المعيقات الصحية.. 

أن تتحرر من القيود التي تُقيمها أنت عليك!

أن تتحرر من السجن الذي يخلقه لك عقلك!

أن تتحرر من الظلام الذي يحاول أن يفرضه عليك الشيطان!

 

أن تكون أنت، بكل نورك، بكل قدرتك، بكل وجودك، وبكل قلبك!

تكون أنت.. بلا كمالك، بانسانيتك، بلطفك، بنقاط قوتك، وبنقاط ضعفك!

تكون أنت.. حقيقياً متجرداَ من كل ما لايمثلك!

 

وإنها المهمة الصعبة المفروضة على كل انسان فينا على كوكب الأرض!

إنها المهمة التي منها ننمو، منها نتطور، وفيها نتألم وأحياناً نعاني، وبعضنا يصل، وبعضنا يعلق، وكلنا نقف في محطات ونصرخ.. 

نصرخ من عدم الوضوح، نصرخ من قوة الألم، نصرخ أحياناً من الملل!

الملل من هذه الحياة.. التي لا تنتهي

 

هل تريد لهذه الحياة.. أن تنتهي؟ 

هل تريد أن تخرج من القصة؟

هل تريد أن تنسحب من المعادلة؟

هل تريد أن تُمنح الكرت الأخضر.. للخروج؟

 

وماذا لو مُنحت ذلك.. قبل أن تكمل القصة؟

قبل أن تتمّ الرحلة التي بدأتها لغاية.. وحدك أنت تُدركها؟

ماذا لو رحلت عن هذا الكوكب قبل أن تحيا؟ قبل أن تعيش كل ماجئت هنا له؟

ماذا لو هنالك مكان ما.. 

تجربة ما.. 

شخص ما.. 

نمو، مشاعر، إدراك، معنى، رسالة، جمال، بصمة.. تنتظرك!

ورحلت قبلها.. رحلت وأنت لم تعيشها!

أنهيت القصة.. قبل إتمامها

وغادرت الرحلة.. قبل وقتها

ماذا لو استسملت.. أمامنا!

وحرمتنا نحن أيضاً، من نورك، من أثرك، من ضحكتك، من جمالك؟

ماذا لو أعلنت.. أن هذه الحياة ليست مكانك. 

وغادرتنا، ثم تبعك انسان، تلو آخر.. 

 

ليس بالانتحار.. ليس في حادث سيارة.. أو في حادث طيارة.. 

غادرتنا.. وجسدك بيننا

غادرتنا.. وأنت ترانا ولا ترانا

 

غادرتنا.. بروحك، غادرتنا بقلبك، غادرتنا باحساسك!

غادرتنا.. وتركتنا!

غادرتنا وتركت الانسان الذي يستمد الحب منك، غادرتنا وتركت من يستندوا على قوتك، غادرتنا وتركت القضايا التي تستطيع أن تُغير فيها شيئاً، غادرتنا وتركت الانسان الذي يرى ذاته فيك، غادرتنا وتركت المكان خالياً من لطفك أو ابداعك أو اصرارك أو ذكائك أو مرحك أو ايجابيتك أو طهرك ونقاءك.. 

غادرتنا.. وتركتك أنت!

 

تنفصل عن هذه الحياة.. تغادرنا وتُغادرك!

تتركنا وتتركك!

وتعلن.. انسحابك!

 

ولا نزال ننتظرك.. الله ينتظرك.. البحر والشمس والسماء تنتظرك!

لأنك مهم جداً.. أكثر مما لعقلك الصغير أن يدرك!

ولأنك قدير جداً.. وعزيز جداً

ولأننا كلنا نعرف ألمك!

ونعرف أن هذه التجربة الأرضية.. ليست سهلة على أحد منا. 

ولكنها.. ممكنة. 

طالما أنك فيها.. فأنت تملك كل القدرة الكافية لإتمامها. 

 

لحظة الموت الحقيقية.. ليست موت الجسد

لحظة الموت الحقيقية.. هي موت الروح!

أن تنسحب، تنفصل، تذبل.. ويبقى منك جسداً بدون معنى أو وجهة هائماً في هذه الأرض!

وتتركنا.. وتتركك!

تتخلى عنا.. وتتخلى عنك!

 

في المرات التي تقرر فيها إغلاق قلبك، الاستسلام أمام قصتك، والانسحاب عن مشاعرك واحساسك!

تذكر أنك لا تؤذي نفسك فقط.. بل تؤذي أشخاصاً كثيرين حولك!

بل تؤذينا كلنا. 

 

في يومٍ ما.. 

سترى هذه الحقيقة!

أن أذاك متسع مستمر.. إلى أن تعود لحقيقتك، تعود لروحك، وتعود لقلبك!

من هذا المركز.. تجد كل اجاباتك!

من هذا المركز.. تجد بوصلتك الضائعة!

من هذا المركز.. تجد المفاتيح لأبواب لا تعلم أن لها مفاتيح أصلاً.. 

 

حينما يكون قلبك.. مصدر أفعالك!

فأنت.. تحيا

تحيا الحياة التي جئت هنا لأجلها.. لا الحياة التي أنت مجبورٌ عليها، بل الحياة التي اخترتها. 

روحك اختارت هذا الحضور في هذه القصة!

لأنها "قدها". 

قدّ متعتها، قدّ اثارتها، قدّ غرابتها، قدّ صعوبتها، قدّ بساطتها، قدّ جمالها، وقدّ اتساعها. 

أنت.. قدّها. 

لا تحتاج أن تُغلق قلبك خوفاً منها، أو مللاً من منعطفاتها، أو هيبةً من أحداثها، أو غضباً من فقدها وخسائرها. 

 أنت تستطيع أن تفتح قلبك.. وتحياها!

تحياها بكل ألوانها.. وفي كل لون أن تملك القدرة للحضور معه، إدراكه، تأمله، مواجهته، والعبور من خلاله. 

إلى اليوم الذي تُدرك روحك فيه أنها عاشت القصة.. كاملة!

لأقصاها، لأعماقها، لأدناها ولأعلاها. 

 

وستحتفل أنت بك!

ستدرك انجازاتك الداخلية.. وحدك

وستقول قبل أنت تغادر:

 

"أنا عشت حياة ممتلئة..

أنا عشت حياة ممتلئة.. 

ممتلئة بكل التجارب التي كنت هنا لها، ممتلئة بكل الحب الذي استطاع قلبي أن يتسع له، ممتلئة بكل الجمال والدهشة والاكتشافات التي شهدتها، ممتلئة بكل الفقد والحزن الذي عَبرته، ممتلئة بكل الحكمة والنور الذي اتصلت فيه، وممتلئة بكل البهجة والمرح والضحك والبراءة التي تمثلني. 

 

أنا عشت حياة ممتلئة.. 

وأنا لم أمت.. قبل أن أموت!

أنا عشتها للآخر.. وأنا كنت شجاعاً في ذلك!

وقلبي الشجاع فيه مئات الندبات التي تخبرني بقوة روحي، وقوة إيماني، وقوة الحب داخلي!“

.

.

في يومٍ ما قد تستيقظ وتُدرك هذه الحقيقة: "أنك تحيا الحياة"!

تحياها.. بكل خلاياك بكل أجزائك بكل روحك بكل قلبك!

لا قيود على صدرك، لا سلاسل على حقيقتك، لا معاناة تستهلكك!

 

تحيا الحياة.. بشجاعة المؤمن

تحيا الحياة.. بالقلب الشجاع 

تحيا الحياة.. لأنك قدها💪❤️‍🔥