ليلة السابع والعشرون من شهر رمضان عام ٢٠١٥، كنت أصلي صلاةً طويلة، ودعوتي فيها: "يارب عرفني طعم الحب".

كانت هي تلك السنة التي أدركت فيها أن الحب شعوراً أجهله، ليس لأني لم أُحَب أو أُحِب، بل لأني أفتقد للقدرة على تمييز شعور الحب والاحساس به.  

حُظيت بمحبة عالية في طفولتي، وبعلاقات داعمة، وكنت أؤمن بحب الله عزّ وجلّ لي.. ولكن لا استطيع أن أستشعر هذا الحب!

كأن بيني وبين الحب حاجز، رغم وجوده في حياتي!

طلبت الله القدرة على استشعار الحب.. ودعوتي استجيبت فوراً.  

أعظم حب استطعت أن أشعر به كان في تلك الليلة، في السجدة الأخيرة.

شعرت بحب الله لي، غمرني حبه حدّ الامتلاء.

وبكيت من عظمة الشعور.. تلك كانت اللحظة الأولى التي أدركت الحب فيها!

بعدها.. بدأت أميز الحب في حياتي، انتبهت أن السماء تحبني، والشمس تحبني، والأرض تحبني.. واستطعت أن استقبل الحب ممن يحبني فعلاً، وأن أمتنّ لوجوده في حياتي.

اكتشفت أن ما يحجبني عن الحب هو شروط العقل: لابد أن يكون منطقياً، لا بد أن يكون ملموساً، لابد أن يكون مقترناً بأفعال مستمرة.

في حيّن أن أعظم الحب ليس منطقياً، ولا ملموساَ، وليس مرتبطاً بأفعال تثبته! حب الله عزّوجل.  

الكثير من الناس -مثلي سابقاً- غير قادرين على استشعار الحب لأنهم عالقين في العقل منفصلين عن القلب.

العقل الذي وضع شروطاً للحب.. بالتالي العقل الذيّ يحب.

والقلب؟ مغلق عن الحب الحقيقي.

أنا اخترت أن أفتح قلبي للحب، أن أسمح لقلبي أن يدرك الحب ويميزه بدون تحكم العقل.

ومن هناك بدأت رحلتي في اكتشاف المشاعر.. أحد أعظم وأجمل وأرقى هبة إلهية مُنِحناها كبشر، ولم نتعلم كيف نتصل بها، أو نفهمها، أو نتعامل معها.

في تلك الليلة العظيمة بدأ برنامج افتح قلبك.

برنامج افتح قلبك هو ثمرة رحلة داخلية امتدت لعشر سنوات، في فهم المشاعر وطرق إدارتها والعيش من خلالها بكامل الاحساس والذكاء والمرونة.

وهدفي الآن هو أن أساعد كل انسان على الاتصال بقلبه مثلي، وعيش حياة عميقة الشعور، وفيرة الإحساس، كثيرة الحب والمتعة.

حياة نستطيع فيها أن نعبُر الألم دون أن نعلق فيه، ونداوي الجروح قبل أن تتحول إلى صدمات، ونرتقي من التجارب الصعبة دون أن تتحول إلى معيقات.

حياة نكون فيها منسجمين مع مشاعرنا، متناغمين مع دواخلنا، قادرين على عيشها دون أن تعيش فينا للأبد.

إذا أنت مستعد لفتح قلبك..

فأنا هنا مستعدة لأمشي معك الطريق.

اعطني يدك، أدلك، وأساعدك، وألهمك، وأفتح لك الأبواب.